السبت، 1 مارس 2014

سر الأذن الطويلة



سر الأذن الطويلة 


ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻛﻞ ﺣﻼﻕ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ
ﻟﻴﻘﺺ ﺷﻌﺮﻩ ، ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﻼﻗﻮﻥ
ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻤﻦ ﻳﻄﻠﺒﻬﻢ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ
ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻼﻕ ﺷﺎﺏ
ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺷﺨﺼﺎً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻃﻴﺒﺎً ﻳﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ.
ﻓﺬﻫﺐ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﺤﻠﻪ ﻭﻭﺟﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻗﺎﺩﻣﻴﻦ ﻷﺧﺬﻩ ﻛﻲ ﻳﺤﻠﻖ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺷﻌﺮﻩ ،
ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﻓﺮﺍﺋﺴﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ، ﻭﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻓﺎﻗﺪﺍً ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﻚ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺤﻼﻕ : ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺤﻠﻖ ﻟﻚ ﻟﻢ
ﻳﻌﺪ ﺣﻴﺎً ... ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻟﻜﻨﻚ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺣﻴﺎً ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﺎ
ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﻣﻚ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ.
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺷﻜﺮﺍً ﺷﻜﺮﺍً ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎً ﺇﻳﺎﻩ : ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺮ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻈﻪ
ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻣﺮﻋﻮﺑﺎً : ﻭﻣﺎ ﻫﻮ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻠﻖ ﻟﻲ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻭﻧﺰﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻔﻲ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻭﺷﻌﺮﻩ ،
ﻭﺗﻔﺎﺟﻰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ ... ﺃﺫﻧﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻛﺒﻴﺮﺗﺎﻥ ﺟﺪﺍً ﻭﻃﻮﻳﻠﺘﺎﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻌﺠﺐ.
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺴﺮ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻼﻕ : ﻧﻌﻢ
ﻓﻬﺪﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻮﺿﻮﺡ : ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻪ
ﺍﻟﺴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻤﻮﺕ ﺑﻪ ﺃﻧﺖ
ﻭﺃﻣﻚ ﺃﻳﻀﺎً.
ﺃﻗﺴﻢ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺤﻠﻖ ﺷﻌﺮ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻭﻇﺒﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ.
ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﻼﻕ ﻳﺘﺼﺎﺭﻉ ﻣﻊ ﺳﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺫﺍﻩ
ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻗﺒﻌﺔ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻬﻢ ﻭﻳﺨﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻭﻣﻮﺕ ﺃﻣﻪ
ﻓﻴﺼﻤﺖ ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻳﻘﺺ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻳﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﻘﺘﻠﻪ ﻭﺃﻣﻪ ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺴﺮ.
ﻣﺮﺕ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ
ﺑﺎﻟﺴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﺼﺪﺍﻉ ﻗﺎﺗﻞ ﻣﻦ
ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺮﺭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ " : ﻟﺪﻱ ﺳﺮ ﻗﺎﺗﻞ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ
ﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﺪ ﺃﻣﻮﺕ ﻣﻦ ﻛﺜﺮ ﺣﻔﻈﻲ ﻟﻪ."
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ : ﺍﻟﺴﺮ ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻚ ﻟﺸﺨﺺ
ﺃﺧﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺳﺮﺍً .. ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ
ﻟﻚ ، ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺣﺪﺙ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻴﻪ
ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﻭﻫﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻭﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ.
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﺟﻠﺲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﻰﺀ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﺪﺃ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮ
ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﻘﺼﺔ ﺃﺫﻧﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ... ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ
ﺷﺠﺮﺓ ﻓﺄﺣﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻘﺒﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻭﺟﻬﻪ
ﻓﻴﻪ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍً
ﻣﺮﺗﺎﺣﺎً ﻧﻔﺴﻴﺎً.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻫﻢ ﻏﺎﺿﺒﻴﻦ ﺟﺪﺍً ، ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻜﺒﻼً ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻀﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮ " : ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﺃﻓﺸﻴﺖ ﺍﻟﺴﺮ؟."
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻣﻘﺴﻤﺎً ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺨﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً... ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﺃﺧﺒﺮﺕ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺍﻟﺤﻼﻕ : ﺃﻧﺎ؟؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ
ﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻮﺛﻘﻮﻩ
ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ...ﺃﻧﺎﺱ ﻛﺜﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺛﻬﻢ
ﺑﺎﻟﺴﺮ .. ﺻﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﺒﺮ
ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ... ﺛﻢ ﺃﺧﺬﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﻮﺟﺪ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺍﻟﺴﺮ ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﺳﺮﺍً ، ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻙ
ﻓﻼ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ، ﻋﻔﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻭﺧﺮﺝ
ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺴﺮ ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺇﺧﻔﺎﺅﻩ

0 التعليقات:

Find us on Facebook

جميع الحقوق محفوظة لــ ما يخص الارتباط فى المسيحية
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates