الأحد، 23 فبراير 2014

كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي؟



كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي؟


تطالعنا الصحف من حين لآخر بوقوع حوادث تحرش جنسي بأطفال 

في عمر الزهور، وقد لا يميز المتحرش بين نوع الضحية التي تقع 

عليها عملية التحرش(ولد أو بنت)، وبالرغم من أن مثل هذه 

الحوادث غريبة على مجتمعنا، إلا أن التحرش الجنسي بالأطفال 

أصبح ظاهرة تتخذ مسلكاً تصاعدياً في العديد من المجتمعات، وما 

يجب ذكره أن الإحصائيات التي تحدد أعداد الأطفال الذين يتعرضون 

للتحرش غير متاحة بدقة في مجتمعاتنا، نظراً لتخوف الأهل من 

الفضيحة، وهنا تكمن الكارثة، حيث إن مثل هذا التكتم يدع فرصة 

للمجرمين من الإفلات من العقوبة، وتكرار جرمهم مع آخرين، وتعد 

هذه الجرائم أكثر غرابة عندما تقع على الطفل من شخص يكون 

موضع ثقة ومسئولية عن الطفل.


تختلف درجات التحرش بالطفل بهدف الإشباع الجنسي للمتحرش، 

بدءاً بالعبث بالأعضاء التناسلية للطفل، أو خلع ملابسه، وربما 

تعريضه لمشاهد جنسية، وقد يصل التحرش إلى ذروته بالطفل. 

فما هي الأعراض التي تشير إلى تعرض الطفل للتحرش 

الجنسي؟ 


وكيف تتصرف الأسرة إذا ما تعرض طفلها لهذه الجريمة؟ وكيف 

نحمي أطفالنا من وقوع مثل هذا التحرش ؟


عادة ما يكون المتحرش جنسيًا قد تعرض لعملية عنف جسدي في 

طفولته، وعندما يكبر يقوم بالشيء نفسه الذي حدث معه كنوع 

من التعويض أو الانتقام من الأطفال الذين يتحرش بهم، لكي يخفف 


من حدة الألم النفسي الذي مر به، إذ أنه يجد لذة في إخضاع 

الطفل وقهره، وهي اللذة التي يبحث عنها في المقام الأول، ومن 

هنا تأتي أهمية التوعية التي يجب أن يعرفها الأهل عن التحرش 

الجنسي، وكيفية التصرف مع الطفل الذي يتعرض للتحرش حتى 

يتفادى المجتمع ظهور مجرمًا في المستقبل يتحرش بالأطفال، 

بالإضافة إلى تجنب الآثار المترتبة على المعتدى عليه كنتيجة 

لوقوع هذا الجرم، ومن أخطر هذه الآثار أن الطفل ربما يشعر 

بالذنب منجراء عدم مقاومته للمجرم، وأيضاً، الانطوائية والانعزالية 


والاكتئاب، كما نجد أن الطفل يزيد التصاقه بأمه أكثر من ذي قبل، 

وقد يتحول إلى شخص عدواني، و يصبح نومه مضطربًا و قد يعاني 

كوابيس مزعجة، مع قلة قابليته للطعام عن ذي قبل، ومن فرط 

الإهانة التي يتعرض لها، قد يجهش الطفل بالبكاء مرارًا، والأخطر 

في الأمر، أن هذه الحادثة يمكن أن تؤثر في علاقة الطفل في 

المستقبل بالجنس الآخر، وقد يصل الأمر إلى العزوف عن الزواج.


لذلك، فإن الطفل الذي يتعرض للتحرش الجنسي يحتاج إلى تأهيل 

نفسي على يد أخصائي، وعلى الأسرة أن تتعامل مع الطفل الذي 

حدث التحرش له على أنه ضحية وليس الجاني، فبعض أولياء الأمور 

يعاقبون الطفل المتحرش به وكأنه الفاعل على رغم أنه ضحية 

وليس له ذنب، ويرتكب الكثير من الآباء خطًأ كبيرًا باعتقادهم أن ما 

مر على الطفل سيُنسى مع مرور الوقت، وهذا خطأ كبير، لأن 

الطفل يحمل هذا المشهد المرعب في منطقة اللاشعور 

ويستدعيه في لحظة ما.


دور الأسرة تجاه الطفل إذا حدث له تحرش


على الأسرة أن تنتبه لرسائل الطفل، التي قد تكون بطريق غير 

مباشر، فمثلا عندما يقول الطفل إنه لا يحب السائق أو الحارس، 

هنا على الأسرة أن تستمع إلى وجهة نظره، فقد يكون هذا الكلام 

رسالة غير مباشرة لتعرضه لتحرش من هذا السائق أو الحارس، 

وأول شيء يجب أن يعيه الأهل أنه من الخطأ إخفاء الموضوع بحجة 

عدم الفضيحة، حيث يجب التوجه إلى الشرطة وتحرير محضر 

بالواقعة، والأهم في هذه الحالة عدم غسل ملابس الطفل أو علاج 

ما به من جروح أو كدمات لأنه من الممكن طمس الكثير من الأدلة 

بذلك، حيث تؤخذ عينات من الطفل المتحرش به، وهذه العينات تعد 

من أدلة الاتهام.


نصائح لحماية الطفل من التحرش
على الأسرة أن تمد الطفل بالمعلومات التي تكون بمنزلة طوق 

النجاة من حوادث التحرش الجنسي، فمثلا يجب توعية الأطفال 


بأسلوب سهل بعيد عن الابتذال بأجسامهم، ويجب أن نقول لهم 

أنه ليس من حق أي شخص لمس أجسادهم، كما يجب أن 

ننبههم إلى عدم الوثوق بالغرباء بسهولة، ولكن بطريقة ونبرة 


هادئة، حتى لا نسبب لهم الانزعاج والربكة إذ ما اقترب منهم أي 

شخص قد لا يكون لديه أي سوء نية، ولابد أن نعلمهم حسن 

التعامل مع الأزمات، وكيفية التصرف في حالة تحرش أحد بهم، لأن 

الطفل في هذه السن لو كان غير مدرب على التصرف سيحدث 

شلل لتفكيره، لذلك يجب على الأسرة أن تطلب من الطفل الصراخ 

بصوت عال وطلب النجدة في حالة التحرش به، فهذا التصرف قد 

يساعد في نجاته، أيضا يجب أن نعلمه أن "يعض" يد المتحرش لو 

كتم أنفاسه، والمهم أن نزرع في الطفل قدرة عدم الخضوع 

للمتحرش ومقاومته بذكاء.

0 التعليقات:

Find us on Facebook

جميع الحقوق محفوظة لــ ما يخص الارتباط فى المسيحية
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates